بسم الله الرحمن الرحيم
تابعنا على حساباتنا
مقال رائع أعجبني..
"خدمات ما بعد الموت"
لا بد أن تموت لنعرف فضلك ونعاملك بإحترام فتلك هي (خدمات ما بعد الموت)..
كان لا بد أن يستشهد بضعة عشر من قادة أحد الفصائل في سوريا لنرضى عنهم ثم نزكيهم..
وكان لزاماً أن يموت "فرمان الباكستاني" الذي أنقذ 14 نفساً في سيول جدة ليعترف البعض أن ثمة خير في نفوس الأجانب..
يبقى بعض الناس في الدنيا كرصيف مهمل ، لا يلتفت إليه أحد ، فإذا مات فاضت المحابر والحناجر بالود المتأخر..
بعض الود والإعتذار المتأخر فاقد لنصف قيمته كقهوة باردة لا فائدة منها.. إنها خدمات بعد الموت..!!
كتب الشيخ عادل الكلباني :
غازي القصيبي غضب عليه الجميع في حياته ثم رضي عنه الجميع بعد مماته وكأن الموت شرط الرضا، هناك نفوس كأنها (مقبرة) لا تحب ولا تتقبل ولا تحتضن إلا الموتى فقط !!
كتب أحد المغردين :
تذكرت جاري الفقير له ثمانية من الأبناء أكبرهم في الصف الرابع.. انتحر من شدة الفقر وعناء الديون وبعد موته تسابق الجيران أيهم يكفل أولاده..
يقول أحدهم :
كنت أذهب مع أخي الأكبر إلى المدرسة وأنا طالب في المرحلة الثانوية.. كنت لا أحب سماع الأغاني وأخي بالعكس مهووس بها.. في كل صباح كنا نمرّ بمقبرة المعلاة بمكة وكان يغلق الصوت عند مرورنا بالمقبرة.. وفي أحد الأيام سألته لماذا تغلق الأغاني عند مرورنا بالمقبرة؟ فقال احتراماً للأموات ، قلت: والحي الذي بجانبك لماذا لا تحترمه وتغلقها طول ما هو معك؟! قال: يازينك ساكت ..
علمت حينها أن الناس تحترم الأموات ولو لم تعرفهم ، ولا تحترم بعض الأحياء وهي تعرفهم..
لا أدري أكان لزاماً أن يحتاج الناس للموت..
ليخرج الذين حولهم من مشكلة الخرس العاطفي..
"بروني" ممرضة استرالية كانت تعمل في رعاية المرضى الذين بقي على وفاتهم القليل .. وهم في ساعة الإحتضار .. كتبت عن أبرز خمسة أشياء تمنوا أن يتداركها هؤلاء المرضى بعد أن كانت تسألهم هذا السؤال المهم : ما أكثر ما ندمتم عليه في حياتكم ؟؟
واحد من هذه الأشياء التي ندموا عليها يقول أحدهم :
" كنت أتمنى لو ملكت الشجاعة للتعبير عن مشاعري مع الآخرين الذين حولي لأعيش في سلام داخلي نتيجة التعبير الصادق "
وردة واحدة أيها الأحياء لإنسان على قيد الحياة أزهى وأبلغ من باقة كاملة على قبره..
وكما تذكرون محاسن موتاكم.. فلا تنسوا أن للأحياء محاسن تذكر وتشكر..
فتحدثوا إليهم وعبروا عن مشاعركم الآن..
وأعلم أيضاً بعد هذا المقال سوف تذهب إلى بعض الأموات وتتذكرهم حنيناً وشوقاً.. ليتنا ننتبه لبعض الأحياء من حولنا أيضاً وداً وحباً وعطفاً قبل رحيلهم أو رحيلنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق