بسم الله الرحمن الرحيم
تابعنا على حساباتنا
قال تعالى : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)..
الجزء الأول من الآية (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)..
سبق توضيحه في موضوع آخر على هذا الرابط :
http://arx10.blogspot.com/2016/12/blog-post_42.html
والآن مع تكملة الآية (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ...) الآية..
س/ ما قصة هاروت وماروت؟ وما الذي أنزل عليهما؟ وهل أرسل الله ملكين يعلمون الناس السحر؟ (تابع لتعرف)..
انتشرت قصص عديدة عن الملكين هاروت وماروت منها الإسرائيليات والفارسيات ومنها ما لا يصح..
وسألخص لكم أبرز ما جاء في تلك القصص لنتلافاها ونساعد على عدم نشرها.. ثم سأنقل لكم القصة الصحيحة بإذن الله تعالى..
# القصة الأولى :
لما عصى آدم عليه السلام معصيته الأولى بأكله من الشجرة قالت الملائكة لربها نحن أولى بك من آدم.. فأمرهم الله جل وعلا أن يختاروا ملكين يُبتليان.. فاختار الملائكة عليهم السلام (هاروت وماروت).. فأهبط هاروت وماروت إلى الأرض فجاءتهم الزهرة الكوكب المعروف القريب من الأرض.. فتمثلت لهما في صورة امرأة جميلة ففتنتهما واشترطت عليهما أن يشركا بالله..
فقالا : والله لا نشرك بالله..
فذهبت ثم جاءتهما تحمل غلاماً فقالت : اقتلا الغلام لتمكنهما من نفسها..
فقالا : والله لن نقتل الغلام..
فجاءتهما بقدح من خمر فشرباه فلما أفاقا قالت لهما : ما تركتما شيئاً مما طلبته منكما بعد سكركما إلا فعلتماه..
فمسخت هذه المرأة إلى الزهرة.. وعذب هاروت وماروت في أرض بابل بالعراق..
# القصة الثانية :
وهي تشبه القصة الأولى في بدايتها إلى أن تمثلت لهما الزهرة.. وتكملتها :
فتمثلت لهما الزهرة في صورة امرأة جميلة ففتنتهما واشترطت عليهما أن يعطياها اسم الله الأعظم الذي به يعرجان في السماء.. فوافقا فأعطياها الإسم.. فعرجت في السماء فمسخها الله وهي تعرج في السماء.. وقُصت أجنحتها وجُعلت كوكباً.. أما هاروت وماروت خيرا ما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.. فاختارا عذاب الدنيا فهما منكسين في بابل..
(وكلا القصتين لا تصح لأن فيها ما ينافي الأدلة من القرآن)..
- ملاحظة : هناك قصص أخرى لهما ولكنها ليست منتشرة كالقصتين السابقتين.. فبعض القصص تقول أنهما شيطانين وليسا ملكين وهذا منافي للأدلة من القرآن..
# القصة الصحيحة لهاروت وماروت :
وفق أغلب أهل العلم..
بعد أن ألتبس على الناس أن سليمان عليه السلام ملك ذلك الملك العظيم بالسحر.. أرسل الله هاروت وماروت يعلمان الناس السحر فتنة وابتلاء واختبار.. وإذا عرف الناس السحر عرفوا الفرق بين معجزة النبي وبين السحر الذي لا يستطيع أن يأتي لك بذلك الملك العظيم..
سؤال : هل أرسل الله مَلَكين يعلمون الناس السحر..؟!!
الجواب : نعم..
كان ذلك لليهود بأرض بابل في العراق.. وكان تعليم ذلك السحر للناس من باب الفتنة والإختبار.. وكل مؤمن لابد أن تصله فتنته واختباره.. لقول الله سبحانه وتعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).. وكانت فتنت أهل بابل في ذلك الزمان هو السحر..
# قصة الفتنة :
(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)..
بداية الآية براءة سليمان عليه السلام ثم كفر الشياطين بتعليمهم السحر للناس.. وتذكر الآية أن هناك ملكين هما (هاروت وماروت) أرسلهما الله إلى أرض بابل ليعلموا الناس السحر.. ولكن هل كان ذلك التعليم لمعصية الله..؟!! لا وإنما اختبار وابتلاء وتوضيح لملك سليمان..
- تكملة الآية : (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ)..
أي ينصحون من يريد أن يتعلم منهم السحر بأن لا يتعلمه لأن هذه فتنة وأن السحر كفر وشرك بالله.. بعد أن يوضحان للناس حكم السحر أنه شرك وكفر بالله وأنه فتنة لهم يتركان له حرية الإختيار بالتعلم..
- تكملة الآية : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ)..
بالرغم من إخبارهم بأنه فتنة وكفر بالله إلا أنهم فضلوا أن يتعلموا علم الشياطين الذي هو السحر ويتركوا علم الأنبياء عليهم السلام.. ويبين الله في الآية مضار السحر وأنه لا يمكن أن يحدث إلا بإذن الله.. ويبين الله أن السحر كله مضرة ولا نفع فيه..
- تكملة الآية : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)..
أي لقد علم أولائك اليهود أن من رغب بتعلم السحر رغبة المشتري في السلعة ماله في الآخرة نصيب من النعيم.. وأنه موجب للعقوبة والعذاب.. لأن فعلهم لم يكن جهلاً وإنما استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة..
- تكملة الآية : (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)..
أي بئس الفعل فعلهم الذي فعلوه.. وتفضيلهم الدنيا على الآخرة.. لو علم أولائك اليهود ما عند الله..
- الآية اللي بعدها تقول : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)..
أي لو أنهم خافوا الله واتقوه لأيقنوا أن ثواب الله ونعيمه خير لهم من السحر.. لو كانوا يعلمون علماً حقيقياً بنعيم الله في الآخرة لما فضلوا السحر عليه..
والله أعلى وأعلم..
الجزء الأول من الآية (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)..
سبق توضيحه في موضوع آخر على هذا الرابط :
http://arx10.blogspot.com/2016/12/blog-post_42.html
والآن مع تكملة الآية (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ...) الآية..
س/ ما قصة هاروت وماروت؟ وما الذي أنزل عليهما؟ وهل أرسل الله ملكين يعلمون الناس السحر؟ (تابع لتعرف)..
انتشرت قصص عديدة عن الملكين هاروت وماروت منها الإسرائيليات والفارسيات ومنها ما لا يصح..
وسألخص لكم أبرز ما جاء في تلك القصص لنتلافاها ونساعد على عدم نشرها.. ثم سأنقل لكم القصة الصحيحة بإذن الله تعالى..
# القصة الأولى :
لما عصى آدم عليه السلام معصيته الأولى بأكله من الشجرة قالت الملائكة لربها نحن أولى بك من آدم.. فأمرهم الله جل وعلا أن يختاروا ملكين يُبتليان.. فاختار الملائكة عليهم السلام (هاروت وماروت).. فأهبط هاروت وماروت إلى الأرض فجاءتهم الزهرة الكوكب المعروف القريب من الأرض.. فتمثلت لهما في صورة امرأة جميلة ففتنتهما واشترطت عليهما أن يشركا بالله..
فقالا : والله لا نشرك بالله..
فذهبت ثم جاءتهما تحمل غلاماً فقالت : اقتلا الغلام لتمكنهما من نفسها..
فقالا : والله لن نقتل الغلام..
فجاءتهما بقدح من خمر فشرباه فلما أفاقا قالت لهما : ما تركتما شيئاً مما طلبته منكما بعد سكركما إلا فعلتماه..
فمسخت هذه المرأة إلى الزهرة.. وعذب هاروت وماروت في أرض بابل بالعراق..
# القصة الثانية :
وهي تشبه القصة الأولى في بدايتها إلى أن تمثلت لهما الزهرة.. وتكملتها :
فتمثلت لهما الزهرة في صورة امرأة جميلة ففتنتهما واشترطت عليهما أن يعطياها اسم الله الأعظم الذي به يعرجان في السماء.. فوافقا فأعطياها الإسم.. فعرجت في السماء فمسخها الله وهي تعرج في السماء.. وقُصت أجنحتها وجُعلت كوكباً.. أما هاروت وماروت خيرا ما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.. فاختارا عذاب الدنيا فهما منكسين في بابل..
(وكلا القصتين لا تصح لأن فيها ما ينافي الأدلة من القرآن)..
- ملاحظة : هناك قصص أخرى لهما ولكنها ليست منتشرة كالقصتين السابقتين.. فبعض القصص تقول أنهما شيطانين وليسا ملكين وهذا منافي للأدلة من القرآن..
# القصة الصحيحة لهاروت وماروت :
وفق أغلب أهل العلم..
بعد أن ألتبس على الناس أن سليمان عليه السلام ملك ذلك الملك العظيم بالسحر.. أرسل الله هاروت وماروت يعلمان الناس السحر فتنة وابتلاء واختبار.. وإذا عرف الناس السحر عرفوا الفرق بين معجزة النبي وبين السحر الذي لا يستطيع أن يأتي لك بذلك الملك العظيم..
سؤال : هل أرسل الله مَلَكين يعلمون الناس السحر..؟!!
الجواب : نعم..
كان ذلك لليهود بأرض بابل في العراق.. وكان تعليم ذلك السحر للناس من باب الفتنة والإختبار.. وكل مؤمن لابد أن تصله فتنته واختباره.. لقول الله سبحانه وتعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).. وكانت فتنت أهل بابل في ذلك الزمان هو السحر..
# قصة الفتنة :
(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)..
بداية الآية براءة سليمان عليه السلام ثم كفر الشياطين بتعليمهم السحر للناس.. وتذكر الآية أن هناك ملكين هما (هاروت وماروت) أرسلهما الله إلى أرض بابل ليعلموا الناس السحر.. ولكن هل كان ذلك التعليم لمعصية الله..؟!! لا وإنما اختبار وابتلاء وتوضيح لملك سليمان..
- تكملة الآية : (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ)..
أي ينصحون من يريد أن يتعلم منهم السحر بأن لا يتعلمه لأن هذه فتنة وأن السحر كفر وشرك بالله.. بعد أن يوضحان للناس حكم السحر أنه شرك وكفر بالله وأنه فتنة لهم يتركان له حرية الإختيار بالتعلم..
- تكملة الآية : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ)..
بالرغم من إخبارهم بأنه فتنة وكفر بالله إلا أنهم فضلوا أن يتعلموا علم الشياطين الذي هو السحر ويتركوا علم الأنبياء عليهم السلام.. ويبين الله في الآية مضار السحر وأنه لا يمكن أن يحدث إلا بإذن الله.. ويبين الله أن السحر كله مضرة ولا نفع فيه..
- تكملة الآية : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)..
أي لقد علم أولائك اليهود أن من رغب بتعلم السحر رغبة المشتري في السلعة ماله في الآخرة نصيب من النعيم.. وأنه موجب للعقوبة والعذاب.. لأن فعلهم لم يكن جهلاً وإنما استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة..
- تكملة الآية : (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)..
أي بئس الفعل فعلهم الذي فعلوه.. وتفضيلهم الدنيا على الآخرة.. لو علم أولائك اليهود ما عند الله..
- الآية اللي بعدها تقول : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)..
أي لو أنهم خافوا الله واتقوه لأيقنوا أن ثواب الله ونعيمه خير لهم من السحر.. لو كانوا يعلمون علماً حقيقياً بنعيم الله في الآخرة لما فضلوا السحر عليه..
والله أعلى وأعلم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق