الأحد، 11 فبراير 2018

كيف أسيطر عليك دون أن تشعر

بسم الله الرحمن الرحيم

تابعنا على حساباتنا

كيف أسيطر عليك دون أن تشعر..؟!!


هذا الإسلوب يسمى (الإطار أو التأطير).. وهو أحد أساليب "غوبلز" وزير الدعاية الألماني أثناء حكم هتلر..

- عندما تزور صديقك ويسألك : أتشرب شاي أم قهوة..؟
هنا من الصعب أن يخطر ببالك أن تطلب عصيراً لأن الدماغ سيفكر في إطار محدد..

- تقول أم لطفلها : ما رأيك ، ستذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة..؟
الطفل سيختار التاسعة ، وهو ما تريده الأم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام بالاختيار بمحض إرادته..

خطورة هذا الأسلوب في أنه يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك لا إرادياً ، ومنعت عقلك من البحث عن جميع الحلول والإختيارات المتاحة..

البعض يمارس ذلك دون إدراك ، والبعض يفعله بهندسة وذكاء..!!
والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد ، أي عندما أجعلك تختار ما أريد أنا دون أن تشعر أنت..

# نفس الأسلوب يُستخدم في السياسة والإعلام..

- ففي حادث تحطم طائرة تجسس أمريكية في الأجواء الصينية ، وبعد توتر العلاقات بين البلدين ، خرج الرئيس الأمريكي وقال :
إن الإدارة الأمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة الأمريكية.. وجاء الرد قاسي من الحكومة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة للبحث عن أجهزة تنصت قبل تسليمها
وهذه موافقة ضمنية على تسليم الطائرة..!!

الحقيقة هنا هو أن القضية هي "هل تسلم الصين الطائرة لأمريكا أم لا..؟!" ولكن الخطاب الأمريكي جعل القضية المعلنة هي التأخير وليس تسليم الطائرة..

- في حرب العراق كانت المعركة الفاصلة هي معركة المطار ، فقامت وسائل الإعلام بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي معركة المطار.. فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة.. وعندما سقط المطار شعر الجميع أن العراق كله سقط وماتت الروح المعنوية للجنود العراقيين بالرغم أنه في ذلك الوقت لم يسقط سوى المطار..

والآن تلعب وسائل الإعلام نفس اللعبة في مجتمعاتنا المنهكة بالجهل وانعدام الوعي وهذا فقط إسلوب واحد من عدة أساليب تجعلك لا ترى إلا ما أريده أنا..

وهكذا الإعلام ، دائماً ما يضع الحدث في إطار يدعم به القضية التي يريدها هو.. وهذا أسلوب قوي في قيادة الآخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات قد تكون وهمية لتقيد تفكير الطرف الآخر..

صديقي..
انتبه لكل سؤال يقال لك أو خبر أو معلومة ، فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك وسيُقيدك ، اعلم أنه كلما زاد وعي الإنسان ومعرفته ، استطاع الخروج من هذه الأطر والقيود التي يضعونها لنا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق