بسم الله الرحمن الرحيم
تابعنا على حساباتنا
قال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)..
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى)..
يا لها من غرابة فرعون يستأذن قومه لقتل موسى عليه السلام..؟!!
هذا القول يدل في المقام الأول على العجز.. فمنذ متى وفرعون يستأذن في قتل إنسان..؟! فهو أكفر قومه وأطغاهم إلى درجة أنه يأمر الناس بعبادته.. ويقتل الأطفال دون إذن أحد.. ولكن عندما وصل الأمر لقتل موسى استأذن قومه مع تأييدهم له مسبقاً (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ). ومع هذا استأذنهم..
والسبب : أن في داخل فرعون يدب خوف لا يعلمه فنفسه كانت مقيدة بقانون وأمر من الله (فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا).. وعلى النفس الإنصياع لأمر خالقها.. لذلك استأذن وأفصح بطريقة ملتوية عن خوفه (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) تكبراً وتعالياً ليزيل الخوف بداخله.. وأخذ يحدّث قومه بصورة رجل عاقل (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ).. أي دين وهو الذي يقول لقومه (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي).. ولكن قالها ليجمع أكبر عدد منهم محاولة منه طرد الخوف الذي في داخله واستمر في محاربة ذلك الخوف بتطمين قومه وحشدهم ضد موسى وانتقاص قوم موسى ليزيد الإطمئنان له ولقومه (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ).. ولكن النهاية والعياذ بالله كانت (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق